لا يخفى أن من أولى ما يشتغل به مَن شدا طرفًا من العلم، ونهض إلى طلبه وتحصيله: الاشتغال بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعناية بها جمعًا وقراءةً، وروايةً ودرايةً. وكيف لا يكون ذلك؛ والسيرة حجرُ الزاوية الذي يرتكز عليه التاريخ الإسلامي كله، والمدخل إليه، إضافة إلى ضرورتها البالغة في دراسة التفسير، والحديث، والفقه، وغيرها من علوم الإسلام.
ولتِلكُمُ العلّة، أردتُ لهذا الكتاب أن يكون مقدمةً للباحثين وطلبة العلم في التصوِّر العام لتاريخ تدوين السيرة النبوية، ومناهج أهل العلم في تصنيفها، والمصادر التي يُرجَع إليها في معرفة تفصيلاتها ووقائعها وحوادثها، ودليلًا إلى الكتب المُفردة التي صُنِّفت في السيرة النبوية، ومعرفة المطبوع منها والمخطوط والمفقود، وقد قيل قديمًا: معرفةُ الكتب نصفُ العلم.
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.