في إطار الإعداد لمؤلف تفصيلي حول تاريخ المغرب في القرن العشرين، ارتأى المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب أن ينظم جملة من اللقاءات التمهيدية قصد معالجة الفترة من مختلف الجوانب عبر إشراك نخبة من رجال البحث وبعض الشخصيات الوطنية المرموقة التي أسهمت في صنع الأحداث، وذلك تمشيا مع روح التوصيات الصادرة عن اللقاء الموسع المنعقد أخيرا بمؤسستنا حول تاريخ المغرب المباشر.
تود هذه الحلقة الأولى أن تقف عند موضوع المقاومة المغربية خلال فترة ما بين 1944 و 1961، أي خلال فترة مليئة بالأحداث والقضايا الجوهرية التي تعتبر بمثابة نقط تحول في تاريخ المغرب الراهن وإن كانت تطرح العديد من التساؤلات على الباحث باعتبار ما يتخللها من القضايا الغامضة أو المعطيات المطموسة التي يتحتم استجلاؤها بغية التمكن من كتابة تاريخ متكامل موضوعي.
وبما أن هذه الفترة قد حظيت خلال السنوات الماضية بصدور عدة مؤلفات من بينها مؤلفات قيمة لكل من ضيفينا الكريمين الأستاذ محمد بن سعيد أيت إيدر والأستاذ الغالي العراقي، فقد حرص شركاؤنا من بين الزملاء الأساتذة على الرجوع إلى مجموع هذا الإنتاج وخاصة منه مؤلفات هذين الضيفين نفسهما بغية الاسترشاد وضبط التهيييئ العلمي للقاء مع تجنب التكرار واجترار بعض العموميات المذبذبة والوصفات المبتذلة الواردة هنا وهناك.
ولعل من المفيد أن نشير بالمناسبة إلى أن هنالك موضوعين لصيقين بموضوع الجلسة يخصان مجمل التطورات التي عرفها كل من شمال المغرب وجنوبه الصحراوي كما شملت مجمل العلاقات القائمة بين كل من هاتين المنطقتين وبين تنظيم المقاومة وقيام جيش التحرير. ونظرا لما يعتزمه المعهد الملكي من برمجة جلسة خاصة بكل من شمال المغرب وصحرائه المسترجعة على حدة، فإنه لن يتم الوقوف عندهما خلال هذه الندوة إلا عندما تدعو الضرورة إلى التعرف على القضايا العامة المتصلة بمجموع التراب الوطني خلال الفترة المحددة.
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.